منتديات السواعدة jo
اهلا وسهلا بك يا زائر في منتديات السواعدة ،،، نتمنى ان تكون في كامل الصحة والعافية
منتديات السواعدة jo
اهلا وسهلا بك يا زائر في منتديات السواعدة ،،، نتمنى ان تكون في كامل الصحة والعافية
منتديات السواعدة jo
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات السواعدة jo

اهلا وسهلا بك يا زائر في منتديات السواعدة ،،، نرجو ان تتمتع في منتدانا
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 المبحث الأول من بحث القرآن الكريم والإفادة من تجارب الآخرين "رؤية تربوية"

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
د. السواعده
زائر
Anonymous



المبحث الأول من بحث القرآن الكريم والإفادة من تجارب الآخرين "رؤية تربوية" Empty
مُساهمةموضوع: المبحث الأول من بحث القرآن الكريم والإفادة من تجارب الآخرين "رؤية تربوية"   المبحث الأول من بحث القرآن الكريم والإفادة من تجارب الآخرين "رؤية تربوية" Emptyالسبت مايو 03, 2014 7:45 am

المبحث الأول: القرآن الكريم لا يلغي الآخرين.
الإسلام متمثلاً في القرآن الكريم والسنة المطهرة اعتد بالآخرين وحاورهم وذكرهم ووصف أحوالهم وبين موقفه تجاههم عقيدة وشريعة، وتعاملاً وطعاما وزواجا وشعورا، وغيرها من مناحي الحياة المختلفة فهو يعترف بالآخر، ويقر بوجوده على نحو لا لبس فيه،  وهذا يعني أن الحالة الإسلامية هي حالة قبول الآخر ضمن أطر واضحة ومحددة، وتتجسد مظاهر ذلك ضمن المطالب الآتية:
أولاً: حوار الآخرين
دعا القرآن الكريم إلى التزام مبدأ العدل والإنصاف وعدم التعصب في الحوار، وسبق في ذلك جميع رواد الفكر القديم والحديث عندما أمر المحاور بأن لا يحتكر المعرفة وينسبها لنفسه، فقال تعالى: ﭽﭬ ﭭ ﭮ   ﭯ  ﭰ  ﭱﭲ  ﭳ   ﭴﭵ   ﭶ     ﭷ  ﭸ   ﭹ  ﭺ  ﭻ  ﭼ  ﭽ  ﭾ  ﭼ سبأ: ٢٤ قال الألوسي: "وهذا من الكلام المنصف الذي كل من سمعه  من موال أو مناف قال لمن خوطب به: قد أنصفك صاحبك وفي درجه بعد تقدمة ما قدم من التقرير البليغ دلالة ظاهرة على من هو من الفريقين على هدى ومن هو في ضلال ولكن التعريض أبلغ من التصريح وأوصل بالمجادل إلى الغرض وأهجم به على الغلبة مع قلة شغب الخصم وفل شوكته بالهوينا، ونحوه قول الرجل لصاحبه: قد علم الله تعالى الصادق مني ومنك وإن أحدنا لكاذب" .
وفي الآية دعوة المتخاصمين والمتحاورين إلى سماع الآخر وفهم ما عنده والبحث عن الحق أينما وجد.  "وفي هذا غاية التخلي عن التعصب لأمر سابق، وفيه كمال إعلان الرغبة بنشدان الحقيقة أنى كانت" .
وفي معرض الدعوة إلى الانطلاق من المسلمات في الحوار والحرص على إقناع الآخرين قال تعالى:ﭽﭪ  ﭫ  ﭬ  ﭭ  ﭮ    ﭯ  ﭰ  ﭱ  ﭲ   ﭳ  ﭴ  ﭵ  ﭶ  ﭷ  ﭸ  ﭹ  ﭺ  ﭻ  ﭼ  ﭽ    ﭾ  ﭿ  ﮀ  ﮁ  ﮂﮃ  ﮄ  ﮅ  ﮆ  ﮇ  ﮈ      ﮉﭼ آل عمران: ٦٤. قال ابن عاشور: "رجُوع إلى المجادلة بعد انقطاعها بالدعاء إلى المباهلة ، بعَثَ عليه الحرصُ على إيمانهم،...وقد جيء في هذه المجادلة بحجة لا يجدون عنها موئلاً وهو دعوتهم إلى تخصيص الله بالعبادة ونبذ عقيدة إشراك غيره في الإلهية"  
"وصيغة الآية قوية رائعة حيث تدعو أهل الكتاب إلى كلمة فيها كل الحقّ وكل العدل. يدين بها الجميع"
وفي هذا المضمار سعى القرآن الكريم إلى ترشيد الاختلاف بهدف تحقيق ثقافة العيش المشترك والتعبير عن التقاء كل الثقافات في إطار من الاعتراف والخصوصية وإعطاء الحق لكل ثقافة أن تعبر عن نفسها وتعيد تصحيح تاريخها درءا لقيم الإلغاء والإقصاء والتهميش وادعاء امتلاك الحقيقة واحتكارها وإمطار المخالف بكل النعوت  أللأخلاقية، وتثبيتا لقيم القبول بالآخر وإشاعة قيم التعارف والتعاون، والتخلص من أوهام الكونية والعولمة، وفي سبيل ذلك كله نجد القرآن الكريم يطالب الخصم بالدليل بقوله ﭽ ﯧ  ﯨ  ﯩ  ﯪ  ﯫ  ﯬ  ﯭ      ﯮ  ﯯ  ﯰﯱ   ﯲ  ﯳﯴ  ﯵ  ﯶ  ﯷ  ﯸ  ﯹ   ﯺﭼالبقرة: ١١١  .
وهذا القبول بالآخر لم يكن منطلقه من حالة طارئة بل هو امتداد طبيعي للخط الفكري القرآني، وهذا يعني أن القرآن يبحث عن نقاط اللقاء مع الآخرين ليحاورهم ويتحدث إليهم، ويجسد معنى التشاور والرأي الآخر، ويرسخ مفاهيم الحوار العقلاني الذي لا يلغي الآخر أو يهمشه أو يتجاوزه أو يسفهه .
لذا نجد القرآن الكريم قبل أكثر من أربعة عشر قرناً يسلك أفضل الطرق من أجل كسب ثقة الآخرين والتأثير عليهم وخاصة أهل الكتاب، فنهى عن حوارهم بأسلوب جاف أو مناقشتهم بلسان الغلظة والعظمة كما تدل عليه عبار  ة ﭽ ﭒ    ﭓ  ﭔ  ﭕ  ﭖ  ﭗ  ﭘ  ﭙ  ﭚ     ﭛ    ﭜ  ﭝﭞ  ﭟ  ﭠ  ﭡ  ﭢ  ﭣ  ﭤ    ﭥ  ﭦ  ﭧ  ﭨ  ﭩ  ﭪ   ﭫﭼ العنكبوت: ٤٦
قال السعدي: "ولما كان الإنسان لا يسع الناس بماله، أمر بأمر يقدر به على الإحسان إلى كل مخلوق، وهو الإحسان بالقول، فيكون في ضمن ذلك النهي عن الكلام القبيح للناس حتى للكفار...ومن أدب الإنسان الذي أدب الله به عباده أن يكون الإنسان نزيها في أقواله وأفعاله، غير فاحش ولا بذيء، ولا شاتم، ولا مخاصم، بل يكون حسن الخلق، واسع الحلم، مجاملا لكل أحد، صبورا على ما يناله من أذى الخلق، امتثالا لأمر الله، ورجاء لثوابه" .

ومنهج القرآن الكريم يعتمد على الحجة وقوة الطرح والإيجابية وانتفاء النقص العيوب، ومن ثم لم يأمر بمقاطعة الحوار أو النقاش، بل هذا ديدن الضعفاء وذووا النقائص ممن ينفرون من البراهين والأدلة، ولم ينهنا عن الجدال مطلقاً فهذا من المستحيل واقعياً، إذ أن هناك أناساً إن لم تناقشهم فلن تكسب ثقتهم أو تظفر بسمعهم، قال تعالى:ﭽ ﮦ  ﮧ   ﮨ  ﮩ  ﮪ   ﮫ  ﮬﮭ  ﮮ  ﮯ  ﮰ  ﮱﯓ  ﯔ  ﯕ   ﯖ   ﯗ  ﯘ  ﯙ  ﯚ  ﯛﯜ  ﯝ  ﯞ  ﯟﭼ النحل: ١٢٥ . "أي ناظر معانديهم بالطريقة التي هي أحسن طرق المناظرة والمجادلة من الرفق واللين واختيار الوجه الأيسر واستعمال المقدمات المشهورة تسكيناً لشغبهم وإطفاء للهبهم كما فعله الخليل عليه السلام،
والآية دليل على أن المناظرة والمجادلة في العلم جائزة إذا قصد بها إظهار الحق" .
ومن معالم المنهج القرآني في حوار الآخرين عدم قمع المخالف أو محاولة فرض الأراء والأفكار على بالقوة حتى على مستوى العقيدة وكما يقول مراد هوفمان: "إن الإسلام ينهى عن التبشير العدواني الذي تمارسه البعثات المسيحية حتى رسول الإسلام نبهه القرآن"ﭽﯤ  ﯥ  ﯦ  ﯧ  ﯨ  ﯩ    ﯪ  ﯫ    ﯬ  ﯭ  ﯮ  ﯯ  ﯰ  ﯱ  ﯲ        ﯳ  ﯴ   ﯵ  ﯶﯷ  ﯸ     ﯹ  ﯺﯻ  ﯼ  ﯽ  ﯾ           ﯿ  ﰀﭼ هود: ١٢   ﭽ ﮕ  ﮖ  ﮗ  ﮘ    ﮙ  ﮚ  ﮛ  ﮜﮝ  ﮞ  ﮟ  ﮠ  ﮡ  ﮢ   ﮣﮤ  ﮥ  ﮦ  ﮧ  ﮨﮩ  ﮪ  ﮫ  ﮬ   ﮭ  ﮮﮯ  ﮰ  ﮱ  ﯓ ﭼ آل عمران: ٢٠ "
مما تقدم نخلص إلى أن القرآن الكريم اعترف بالناس جميعا بدليل أنه حاورهم وناظرهم ووضع قواعد تحترم وجهات نظرهم ولم يقمعهم أو يتجاهلهم.
ثانياً: تخصيص أهل الكتاب وتمييزهم
إن القرآن الكريم عادل في تشريعاته وأحكامه وقواعده، ومن دواعي حكمته أنه ميز مجموعة من البشر، وأمةً من الناس لحكمة ومنفعة، كشدة الحاجة إلى مخالطتهم والتعامل معهم، أو الإشارة إلى أصول شريعتهم ومصدر دينهم، ففي معرض تفصيل ما يحل من الأطعمة وما يجوز من النكاح، قال سبحانه: ﭽﯚ ﯛ ﯜ ﯝﯞ  ﯟ  ﯠ  ﯡ  ﯢ  ﯣ   ﯤ  ﯥ  ﯦ  ﯧﯨ  ﯩ  ﯪ  ﯫ  ﯬ   ﯭ  ﯮ  ﯯ  ﯰ  ﯱ  ﯲ  ﯳ  ﯴ  ﯵ   ﯶ  ﯷ  ﯸ  ﯹ  ﯺ  ﯻﯼ  ﯽ  ﯾ   ﯿ  ﰀ  ﰁ  ﰂ  ﰃ  ﰄ  ﰅ  ﰆ  ﰇ ﭼ المائدة: ٥. فقد أباحت الآية ذبائح أهل الكتاب ونساءهم بضوابط الشرع الحنيف، ويفهم منها أيضا حرمة طعام غيرهم من الكفار والمشركين ومصاهرتهم، ومنهم العرب وغير العرب .
علق ابن عاشور على الآية بقوله: "لم يعرّج المفسّرون على بيان المناسبة بذكر وطعامكم حلّ لهم، والذي أراه أنّ الله تعالى نبّهنا بهذا إلى التيسير في مخالطتهم، فأباح لنا طعامهم وأباح لنا أن نُطعمهم طعَامنا، فعُلم من هذين الحكمين أنّ علّة الرخصة في تناولنا طعامهم هو الحاجة إلى مخالطتهم، وذلك أيضاً تمهيد لقوله بعد: (ﯬ   ﯭ  ﯮ  ﯯ  ﯰ  ﯱ  ﯲ) لأنّ ذلك يقتضي شدّة المخالطة معهم لتزوّج نسائهم والمصَاهرة معهم" .
ولهذا المعنى قال بعض المفسرين: "والحكمة الملموحة في النّص على تبادل الطعام بين المسلمين والكتابيين هي التأنيس وقصد حسن التواصل والتعايش بين الذين تجمعهم في العقيدة والمبادئ مصدر واحد وهو اللّه تعالى" .
كما ميزهم الإسلام مرة أخرى حينما قبل منهم الجزية فأعفاهم من الدخول في الإسلام ومنع قتالهم، وكان مدار هذه الميزة يرتكز على أنهم أهل كتاب، جاء في المذهب الشافعي قولهم:
"الكفار على ثلاثة أقسام:
أ- قسم ليس لهم كتاب، ولا شبهة كتاب، فهؤلاء لا تؤخذ منهم الجزية، ولا يقرون في دار الإسلام بالجزية أصلاً، وهم عبدة الأوثان والنيران، وما استحسنوه من الصور الحسان، فلا تعقد لهم الذمة، بل نقاتلهم حتى نستأصلَهم أو يسلموا.
ب- وقسم لهم حقيقةُ الكتاب، وهم اليهود والنصارى، وهؤلاء تحقن دماؤهم بالجزية، وتحل ذبائحهم، ومناكحتهم بنصوص القرآن، فأما الحقن، ففي قوله تعالى:ﭽﭽ ﭾ ﭿ  ﮀ  ﮁ  ﮂ  ﮃ  ﮄ  ﮅ  ﮆ  ﮇ  ﮈ   ﮉ  ﮊ  ﮋ  ﮌ  ﮍ  ﮎ  ﮏ  ﮐ  ﮑ    ﮒ  ﮓ  ﮔ  ﮕ  ﮖ  ﮗ  ﮘ  ﮙ   ﭼ التوبة: ٢٩.
جـ- وقسمٌ ليس لهم كتاب، ولهم شبهة الكتاب، وهم المجوس، فتحقن دماؤهم بالجزية، ولا تحل ذبيحتهم، ولا مناكحتهم على ظاهر المذهب" .
وفي سياق الاعتراف بالنصارى وعدم إلغائهم، نجد أن القرآن الكريم أورد ذكر اسم المسيح عيسى بن مريم  uخمس وعشرين مرة، في حين أن النبي محمدا rلم يذكر إلا خمس مرات فحسب، وكذلك ذكرت مريم عليها السلام فى القرآن أكثر مما ذكرت فى الإنجيل.  وحدث عن سائر طوائف بني إسرائيل ولا حرج.
والقرآن الكريم يعترف بالأنبياء -عليهم السلام- جميعاً وبكتبهم ويأمر أتباعه بالاعتداد بأصل شرائعهم ودعواتهم، ويدعو المسلمين إلى الإيمان بكل ذلك، فقال سبحانه: ﭽ ﭣ  ﭤ  ﭥ  ﭦ   ﭧ  ﭨ  ﭩ  ﭪ  ﭫ  ﭬ      ﭭ  ﭮ  ﭯ   ﭰ  ﭱ  ﭲ  ﭳ  ﭴ  ﭵ  ﭶ  ﭷ   ﭸ  ﭹ  ﭺ  ﭻ  ﭼ  ﭽ  ﭾ  ﭿ  ﮀ  ﮁ ﭼ البقرة: ١٣٦ بل يذهب القرآن الكريم إلى أبعد من ذلك عندما يساوي بين رسالة محمد r وسائر الرسالات السابقة في الأصل والهدف، فقال سبحانه:  ﭽ ﭒ     ﭓ   ﭔ    ﭕ       ﭖ  ﭗ   ﭘ  ﭙ  ﭚ  ﭛﭜ   ﭝ  ﭞ  ﭟ  ﭠ  ﭡ  ﭢ   ﭣ  ﭤ  ﭥ  ﭦ  ﭧ  ﭨﭩ   ﭪ  ﭫ  ﭬﭼ النساء: ١٦٣  .
يتبين مما سبق أن القرآن الكريم اعترف بوجود الآخرين وعاداتهم وملامح حياتهم على نحو ما، وخاصة أهل الكتاب.
ثالثاً: إقرار عادات سابقة
كما نجد أن القرآن أقرَ بعضاً من عادات العرب الجاهليين وأعرافهم التي لا تتعارض مع مقاصده وكلياته، كعادة الجوار التي كانت موجودة قبل نزول القرآن، قال تعالى:ﭽﯦ ﯧ ﯨ  ﯩ  ﯪ  ﯫ  ﯬ  ﯭ   ﯮ  ﯯ  ﯰ  ﯱ  ﯲﯳ  ﯴ  ﯵ  ﯶ  ﯷ  ﯸ  ﭼ التوبة: ٦ "ﻭﻗﺩ ﻋﺭﻑ ﺍﻟﻌﺭﺏ ﻗﺒل ﺍﻹﺴﻼﻡ ﺃﺸﻜﺎﻻً من ﺍﻻﺴﺘﺠﺎﺭﺓ منها ما كان بالأحياء، ﻭمنها ما كان بالأموات ﻭﻗﺒﻭﺭﻫﻡ.... ﻓﺎﻥ استجار شخص بقبر أحد الاموات وكان صاحب القبر شريفاً أو عظيماً أجارته القبيلة إكراماً لذلك العظيم أو الشريف الذي كان يجير قبل موته" .
وعادة تعظيم حرمة البيت، فقد حرم الله تعالى مكة كلها من أجل حرمة بيته العظيم، قال تعالى:  ﭽ ﭫ  ﭬ  ﭭ  ﭮ  ﭯ  ﭰ       ﭱ  ﭲ  ﭳ  ﭴ  ﭵ  ﭶﭷ  ﭸ  ﭹ  ﭺ    ﭻ   ﭼ    ﭼ النمل: ٩١ وأجاب سبحانه دعاء إبراهيم u  في قوله: ﭽﮃ  ﮄ   ﮅ  ﮆ  ﮇ  ﮈ  ﮉ  ﮊ  ﮋ  ﮌ  ﮍ   ﮎ  ﮏ  ﮐ  ﮑ  ﮒ  ﮓ  ﮔ  ﮕ   ﮖ  ﮗ    ﮘ  ﮙ  ﮚ  ﮛ  ﮜﭼ إبراهيم: ٣٧ فغرس تعظيمه في النفوس، وألقى محبته في القلوب، وكانت العرب تعظم الحرم، ولا تطوف فيه بثياب عصت الله فيها، فكان الرجل إذا قدم الحرم اشترى ثيابا ؛ ليطوف فيها، فإن لم يستطع استعار من أهل الحرم ، فإن لم يجد طاف عاريا.
ومن تعظيمهم للبيت أنهم حرموا على أنفسهم بناء البيت بمال حرام، وقالوا: ( لا تدخلوا فيه من كسبكم إلا الطيب، ولا تدخلوا فيه مهر بغي، ولا بيع ربا، ولا مظلمة أحد من الناس) .
وقد صدق في هذا البلد وعد الله تعالى حتى في الجاهلية فقال تعالى: ﭽﮡ  ﮢ  ﮣ  ﮤ    ﮥﮦ  ﮧ  ﮨ  ﮩ   ﮪﮫ  ﮬ  ﮭ  ﮮ   ﮯ  ﮰ    ﮱ  ﯓ  ﯔ  ﯕﯖ  ﯗ  ﯘ         ﯙ  ﯚ  ﯛ  ﯜ  ﯝ        ﭼ آل عمران: ٩٧ وقوله سبحانه: ﭽ ﭛ  ﭜ  ﭝ         ﭞ  ﭟ  ﭠ  ﭡ  ﭢ   ﭣ  ﭤ  ﭥ  ﭦ  ﭧ  ﭨ  ﭩ   ﭪﭫ   ﭬ  ﭭ  ﭮ  ﭯ  ﭰ   ﭱ  ﭲ  ﭳ  ﭴﭼ الحج: ٢٥ وكانت العرب تمتنع فيه عما تستحله في غيره، فكان الرجل منهم لو لقي به قاتل أبيه أو أخيه لم يهجه، ولم يعرض له حتى يخرج منه.  وتسميه مضر الأصم؛ لسكون أصوات السلاح وقعقعته فيه.  ولما أراد كفار قريش قتل خبيب t أخرجوه خارج الحرم ؛ وذلك تعظيما للحرم.  
وكعادة السقاية والرفادة وسدانة البيت التي أشار لها القرآن الكريم بقوله:ﭽﯔ ﯕ ﯖ ﯗ  ﯘ  ﯙ  ﯚ        ﯛ  ﯜ  ﯝ  ﯞ   ﯟ  ﯠ  ﯡ  ﯢﯣ  ﯤ  ﯥ  ﯦ  ﯧﯨ  ﯩ  ﯪ  ﯫ  ﯬﯭﭼ التوبة: ١٩."وقد كانت سقاية الحاجّ وعمارة المسجد الحرام من أعظم مناصب قريش في الجاهلية ، والمناصب عشرة، وتسمّى المآثر فكانت السقاية لبني هاشم بن عبد مناف بن قصي وجاء الإسلام وهي للعباس بن عبد المطلب، وكانت عمارة المسجد، وهي السدانة، وتسمّى الحجابة، لبني عبد الدار بن قصي وجاء الإسلام وهي لعثمان بن طلحة، وكانت لهم مناصب أخرى ثمانية أبطلها الإسلام" .
وكعادة تقليد الهدي وإشعاره قال تعالى: ﭽﮤ  ﮥ  ﮦ  ﮧ   ﮨ  ﮩ  ﮪ   ﮫ  ﮬ  ﮭ  ﮮ  ﮯ  ﮰ  ﮱ  ﯓ    ﯔ  ﯕ    ﯖ  ﯗ  ﯘ  ﯙ  ﯚ  ﯛﯜ  ﯝ  ﯞ  ﯟﯠ   ﯡ  ﯢ  ﯣ  ﯤ  ﯥ  ﯦ  ﯧ  ﯨ    ﯩ  ﯪ  ﯫﯬ  ﯭ  ﯮ  ﯯ  ﯰﯱ  ﯲ  ﯳ   ﯴ  ﯵ     ﯶﯷ  ﯸ  ﯹﯺ  ﯻ     ﯼ  ﯽ  ﯾ   ﭼ المائدة: ٢   "وَكَانَ مَنْ يُرِيدُ الْحَجَّ فِي الْجَاهِلِيَّةِ وَمَنْ يَرْجِعُ مِنْهُ يَتَقَلَّدُ مِنْ لِحَاءِ شَجَرِهِ لِيَأْمَنَ عَلَى نَفْسِهِ، فَلَا يَعْرِضُ لَهُ أَحَدٌ، فَأَقَرَّ اللهُ تَأْمِينَ الْمُقَلَّدِ لِتَعْلَمَ الْعَرَبُ أَنَّ مَنْ تَقَلَّدَ لِأَجْلِ النُّسُكِ كَانَ فِي جِوَارِ الْمُسْلِمِينَ وَحِمَايَتِهِمْ، وَبِهَذَا فَسَّرَ بَعْضُهُمُ الْآيَةَ"
ولقد انتهى الأمر إلى أبعد من ذلك، فقد كان نتاج التفاعل الحضاري بين المسلمين وغيرهم أن دخلت إلى المنظومة الثقافية الإسلامية جملة من الجزئيات التي كان هناك مصلحة ما من دخولها، كاشتمال العربية على كلمات من لغات غير عربية كالفارسية والحبشية، واستخدام القرآن لهذه الكلمات على رأي من قال بذلك( )، وحتى لو لم يحتو القرآن الكريم على أي مفردة غير عربية، كما ذهب إلى ذلك علماء آخرون، اعتماداً على معطيات ومسوغات اقتنعوا بها، فإن الرأي الذي يرى احتواء القرآن على كلمات غير عربية، إنما استند على الأصل العام الذي قام عليه الإسلام في هذا الصدد، وهو جواز الإفادة من الآخر، بل وجوب هذه الإفادة إذا كان الأمر المطلوب لن يتحقق إلا بها، وعلى قاعدة (مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب) .  
وخلاصة الأمر أن القرآن الكريم يدعو إلى التعايش مع المخالف ويبحث عن القواسم المشتركة مع الآخر على نحو يمكِّن الإنسان من الإفادة من خبرات أخيه الإنسان، فالرؤية القرآنية الفكرية والعقدية –والتي تجسدت في تاريخنا الحضاري واقعاً معاشاً عبر قرون-  تفيد أن التمايز والتعدد والاختلاف والتنوع والتعامل مع المخالف سنة كونية وقانون إلهي ومبدأ إسلامي راسخ قال تعالى:ﭽﭾ  ﭿ  ﮀ  ﮁ  ﮂ  ﮃ  ﮄ  ﮅ   ﮆ  ﮇ  ﮈ  ﮉ  ﮊ  ﮋ  ﮌ  ﮍ    ﮎ  ﮏ  ﮐﮑ  ﮒ  ﮓ  ﮔ  ﮕ  ﮖ  ﮗ  ﮘ  ﮙ   ﮚ  ﮛ  ﮜ  ﮝ  ﮞﮟ  ﮠ  ﮡ  ﮢ   ﮣ   ﮤ  ﮥ  ﮦ  ﮧ  ﮨ  ﮩﮪ  ﮫ  ﮬ  ﮭ  ﮮ  ﮯ      ﮰ  ﮱ   ﭼ البقرة: ٢١٣ وقال تعالى:ﭽ ﭑ   ﭒ  ﭓ  ﭔ  ﭕ  ﭖ  ﭗﭘ  ﭙ  ﭚ  ﭛ     ﭼ هود: ١١٨.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المبحث الأول من بحث القرآن الكريم والإفادة من تجارب الآخرين "رؤية تربوية"
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» المبحث الثاني والثالث من بحث القرآن الكريم والإفادة من تجارب الآخرين "رؤية تربوية"
» المبحث الرابع والخاتمة والنتائج والتوصيات والمراجع والفهرس من بحث القرآن الكريم والإفادة من تجارب الآخرين "رؤية تربوية" د. محمد السواعده
» القرآن الكريم والإفادة من تجارب الآخرين "رؤية تربوية"
» الإفادة من تجارب الآخرين 3 : (عادات أقرها الإسلام) د. محمد السواعده
» من شبهات نولدكه في كتابه (تاريخ القرآن) حول جمع القرآن... هل كان عبد الله بن أبي السرح من كتبة الوحي؟؟ د. محمد السواعده

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات السواعدة jo :: مــنــتــديــات آل ســواعــده :: مــنــتــدى القبيلة :: الـــــــســـــــــاحة الرئيـــــــســـــــية-
انتقل الى: